تحديد عوالم تجربتي الروائية - أحمد إبراهيم الفقيه

د . أحمد إبراهيم الفقيه مصر
أستهل حديثي بالشكر لهذه الولاية وهذا الملتقى وهذه المدينة التي دعتنا إلى أن نلتقي في رحاب مبدع من مبدعي الجزائر الكبار هو الأستاذ المرحوم عبد الحميد ابن هدوقة ونجتمع لنتواصل ونتعارف ونسعى لتعميق هذه اللحمة التي تربط بين شعوبنا وامتنا. على خريطة الإبداع الأدبي تمثل الرواية جزءا مما أكتبه وما كتبته على مدى أربعين عاما مع التعامل مع الكلمة.
يشكل عدد الروايات في مرحلتي الإبداعية المنشورة خمس روايات هي التي على التوالي:
- حقول الرماد
- سأهبك مدينة أخرى
- هذه تخوم مملكتي.
- نفق تضيقه إمرأة واحدة.
- فئران بلا جحور.
هذه الروايات الخمسة هي بجوار سبعة مجموعات قصصية وأكثر من سبعة إعمال مسرحية وأكثر من خمسة عشرة كتاب بين بحث ومقالة. فربما لأن هذه الروايات تتعامل مع عوالم تثير فضول القراء في البلدان الغير العربية فقد ترجمت إلى لغات أخرى بحيث أن عدد من هذه القصص والمسرحيات ترجمت إلى اللغة الإنجليزية وبعضها إلى اللغة الصينية وقد ذهبت إلى بيكين للاحتفال بعدد من الروايات التي صدرت هناك وهي أربعة ولعدد من hلقصص القصيرة.
وبعد هذه الرحلة استطيع أن أقول أنني أحد الذين أسهموا في وضع الإبداع القصصي الليبي على خريطة الإبداع العالمي بعد جهد ومسيرة بدأت منذ أواخر الخمسينيات.
لقد بدأت مبكرا وبريئا لا أدري لعبة الكتابة ومدى أهميتها وخطورتها بدأت كما يبدأ الناس يمارسون هواياتهم فأصدرت مجموعة قصصية بعنوان (البحر لا ماء فيه) وقد عدة هذه المجموعة أفضل عمل قصصي صدر في ذلك الوقت في البلد وهذا ما ربما جعل أضواء الصحافة والإعلام تهتم بذلك وذلك ما حقق لي حضورا أدبيا على الساحة الأدبية العربية.
في الحقيقة لما بدأت الكتاب كانت القصة القصيرة هي التي تستقطب اهتمامات الكتاب وهي التي تحظى بالاهتمام وهي التي ينتجها ناس ربما لظروف منة بينها أن التفرغ لكتابة الأعمال الكبيرة صعب ومن بينها أيضا أن المجتمع لم يكن فيه ما يغذي العمل الروائي الطويل.
فنحن في بداياتنا حتى بالنسبة لصناعة النشر لا يمكن أن تنشر الرواية حتى لأن الصحافة بطبيعتها تشجع على الأعمال القصيرة وقد استمرت هذه المسالة معي في كتابة المقالات والقصص القصيرة إلى عام 1967 عندما نشرت فصولا من رواية أصدرتها أخيرا هي (فئران بلا جحور).
وربما أيضا لأن النكسة وضعتنا في مزاج غير الكتابة وبذلك تأجلت صدور رواياتي إلى عام 1985 . لقد جئت إلى حقل الرواية من ثلاثة حقول:
- حقل القصة القصيرة
- حقل المقالة الفنية والصحافية.
- حقل المسرحية.
هذه الحقول الثلاث التي كنت قد اختبرت فيها قدراتي وحققت نجاحا بالنسبة للنقاد فيها وهكذا ترجمت أعمالي إلى عدة لغات وقدمت مسرحياتي قبل أن أكتب الرواية. بشكل ما بهذه الحقول الثلاث استطعت تطويع تجربتي فيها للرواية بمعنى أنني استفدت من القصة القصيرة التي تتعامل مع اللحظة تعميما واختصارا واقتصادا فحاولت بذلك الاستفادة من هذه القدرة على الاقتصاد والاختصار في الرواية. حيث عملت على عدم الثرثرة الفنية والاختصار في الشخصيات إذ أهم ما في المسرح هو الشخصية فنحن لما نذكر تاريخ المسرح نذكر تاريخ المسرح نذكر أشخاصا مثل أوديب، هاملت، عطيل ...