الأدب الجزائري في إيطاليا: بين الدراسة العفوية والارآء الجاهزة

يولاندة غواردي، جامعة ميلانو - إيطاليا- (ترجمة حسين بن شينة)
يولاندة غواردي، جامعة ميلانو - إيطاليا- (ترجمة حسين بن شينة)
منذ نهاية العقد ما قبل الاخير من القرن الماضي بدات الساحة الادبية في ايطاليا تهتم اكثر بالآداب العربية على العموم. ونهدف من خلال هذا العمل المتواضع معاينة وتحديد وضعية الادب الجزائري بين تلك الآداب من خلال معاينة الأعمال المترجمة إلى الايطالية، وبالتحديد ابراز كيفية تعامل الدارسين في نشره والفكرة التي يرسمونها له من خلال دراساتهم وتأثير ذلك على ارآء جمهور القراء في ايطاليا.
أول وأهم عنصر في هذه المعاينة هو المشكلة المتعلقة باللغة الاصلية التي كتبت بها الاعمال الادبية المترجمة إلى الايطالية، وهل كتبت باللغة العربية أو بالفرنسية. ثم إبراز الفرق بينهما إن كان هناك فرقا. كذلك علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ما يسميه لورنس. فينوتي (Lawrence Venuti) عنف "المركزية الإنتمائية" المطبق في ميدان الترجمة، ونقصد بهذا كيف تأثر الترجمة على تقويم الادب الجزائري في ايطاليا.
فلو حاولنا حصر عدد الاعمال الادبية العربية الي ترجمت وصدرت في إيطاليا في المدة ما بين 1900 و1999 (نقصد تلك التي ترجمت من العربية مباشرة) ترجمة والشيء الملفت للانتباه هنا أن هذا التطور لم يرافقه مشروع عقلاني، بحيث كثيرا ما يحدث أن عملية اختيار الكاتب أو كتابه من اجل ترجمته تخضع لمعيار العلاقة القائمة بين المؤلف والمترجم أو الناشر. والجانب الاخر لهذه المشكلة هو أن المؤلف غالبا ما يجهل أن بعض أعماله قد ترجم ونشر في إيطاليا، معنى هذا انه لم يبرم بينه وبين الناشر عقد يحفظ له حقوقه. ولو نظرنا غلى حالة الناشرين للأدب العربي في ايطاليا لوجدنا ان هناك خلل، فعدد دور النشر التي تهتم بترجمة الادب العربي 32 دار نشر وهذا لا يتطابق مع عدد المؤلفين الذين ترجمت اعمالهم ولا مع عدد المترجمين الذي يتجاوز ذلك بكثير ويصل غلى اكثر من 80 مترجم. سنعود للحديث عن نقاط هذه المشكلة لاحقا ونعرض بعض الحلول لمعالجتها، وقبل ذلك نود سرد بعض المعلومات لتشخيص الجوانب المختلفة لهذه المشكلة:
1- كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الأدب الجزائري في إيطاليا، عكس ما كان عليه في الماضي حيث كان الحديث وكل بساطة عن الأدب العربي وكأن الامر يتعلق ببلد عربي واحد، فالميزات الأدبية الخاصة والفردية لكل بلد عربي لم تكن مأخوذة بالحسبان والاعتقاد السائد كان يعتبر العالم العربي كالمنليث الواحد، وبالتالي حتى أدبه يعتبر كمنليث، أما الآن فنرى أن طريقة الحديث تغيرت
2- نرى ان الأعمال اتي صدرت - أي المترجمة - والمتعلقة بالرواية العربية كانت جلها لمؤلفين شرقيين، وهذا التفصيل راجع لأسباب تاريخية وإيديولوجية تعتمد على الاعتقاد السائد الذي يعتبر الشرقيين أكثر عربا من المغاربة. ونستطيع ذلك من خلال الفارق في عدد الروايات المترجمة إلى الايطالية من منطقتي المغرب والمشرق العربيين.
3- نلاحظ ايضا ان فترة عدم الاهتمام بالادب العربي عرفت نهايتها سنة 1988 حين نال نجيب محفوظ جائزة نوبل للادآب. ولو تمعنا في الجدول المقترح (المعطيات ترجع لسنة 1999) نستنج انه في الفترة ما بين 1900 و1949 صدرت 4ترجمات، وتلى هذه الفترة انقطاع دام غلى غاية 1959، وبين 1960 و1969 روايتين فقط، ثم 7 روايات في السبعينات، ومن سنة 1980 غلى غاية حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل أي 1988 صدرت 16 رواية. وبعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل والى غاية سنة 1999 بلغ عدد الروايات المترجمة 112 رواية، (طبعا هذا الاحصاء يتعلق فقط بالرواية، ولا يأخذ بعين الاعتبار الانواع الادبية الاخرى مثل الاعمال المسرحية، والقصة، والشعر التي تصدر من خلال المختارات)
الروايات المترجمة من الأدب العربي إلى الايطاليا |
||||||
|
||||||
الفترة الزمنية |
1999-1989 |
1988-1980 |
1979-1970 |
1969-1960 |
1959-1950 |
1949-1900 |
|
||||||
عدد الروايات |
112 |
16 |
7 |
2 |
0 |
4 |
الجدول 1
4- من خلال نظرتنا للجدول نستنتج مايلي:
أولا: أنه في العقد الاخير حصل نوع من الانتظام في عدد الروايات الصادرة يقدر بـ 10روايات تقريبا كل سنة.
ثانيا: يتضح لنا أن دور النشر الكبيرة تختار مؤلفين معروفين في الساحة الادبية العالمية ويتركون مهمة اختيار الاخرين لدور النشر الصغيرة التي تملك نفس القدرات الاقتصادية التي تملكها دور النشر الكبيرة ويضاف غلى ذلك أن توزيعها لا يغطى كل مناطق التراب الوطني. لهذه الاسباب يتحتم على الدارس والقارئ معا أن يكونا على علم مسبقا بصدور الكتاب وذلك لشراءه مباشرة من دار النشر أو عن طريق قنوات اخرى.
5- اما عدد الناشرين للادب العربي عموما فهو 32 دار نشر، وعدد المترجمين 86. وهذا الفارق بين عدد الناشرين وعدد المترجمين إن دل على شيء إنما يدل على أن أغلبية المترجمين ليسوا محترفين وأنهم في غالب الاحيان لم يترجموا اكثر من رواية واحدة، وكثيرا ما يكونوا طلابا، والترجمة تعتبر أطروحة تخرجهم في الادب العربي. أما ما يمكن قوله عن الناشرين فليس لهم مشروع مدروس، وبالتالي فإختيارهم للمؤلفين أو للروايات التي يترجموها كثيرا ما يتم عن طريق الصدفة
6- فيما يخص الادب الجزائري هناك 38 رواية ترجمت غلى الايطالية. طبعا هذا العدد يخص الروايات فقط دون النصوص الاخرى التي تهتم بالشعر والمسرح والقصة الخ، وهذه القائمة لا تتضمن روايات كتبت مباشرة بالايطالية وصدرت في ايطاليا مثل روايتي سماري عبد المالك ونصيرة شكرى واللذان لم يصدرا لهما إلا رواية واحدة، والمتاعرف عليه ان المؤلف هو من كتب أكثر من رواية.
الروايات الجزائرية المترجمة إلى الايطالية |
|
|
|
Ladri di libri. Edizioni Sonda, Torino 1993 |
Begag A. |
L'isola di Siloo, Aiep? San Marino 1995. |
|
Domani é un altro giorno, Jouvence, Roma 2003 |
Benhaduga A. |
II ripudio, Edizioni Lavoro? Roma 1993 |
Boudjedra R. |
La lumaca testarda, Zanzibar, Milano 1991 |
|
La pioggia, Edizioni Lavoro, Roma 1989 |
|
Timimun, Edizioni Lavoro, Roma 1996 |
|
Topografia ideale per un'aggressione caratterizzata, Marietti, Genova 1991 |
|
Una vita di sguardi, Feltrinelli, Milano 1993 |
Bouraoui N. |
Le harki de Meriem. Una storia algerina, Ibis, Como-Pavia1993 |
Charef M. |
La stella di Algeri, eLo, Roma2003 |
Chouaki A. |
L'invenzione del deserto, Argo, Lecce 1998. |
Djaout T. |
Bianco d'Algéria, Il Saggiatore, Milano 1999 |
Djebar A. |
Donne d'Algéri, Giunti Barbera, Firenze 1988 |
|
La donna senza sepoltura, Il saggiatore, Milano 2002 |
|
Le notti di Strasburgo, Il Saggiatore, Milano 2000 |
|
Lontano da Medina, Giunti Barbera, Firenze 1993 |
|
L'amore, la guerra, Ibis? Como-Pavia 1995 |
|
Nel cuore della notte algerina; Giunti, Firenze 1997 |
|
Ombra sultana, Baldini & Castoldi, Milano 1999 |
|
Camping, Nottetempo, Roma 2003 |
Djemai A. |
Una gazzella per te, Mondadori, Milano 1960 |
Haddad M. |
Casa sognano i Lupi, Felrinelli, Milano 2000 |
Khadra Y. |
Doppio bianco, e/o, Roma 1999 |
|
Le rondini di Kabul, Mondadori, Milano 2003 |
|
Morituri, e/o, Roma 1998 |
|
Donne d'Algeria, Pagano, Napoli 1994 |
Khodja S. |
Le cimici e il pirata, Arlem, Roma 1998 |
Lakhous A. |
Don Chisciotte ad Algeri, Mesagea, Messina 1999 |
Larej, W. |
Scali, Ibis, Como 1994 |
Mammeri M. |
La tribu felice, Mondadori, Milano 1990 |
Mimouni R. |
Gente in cammino, Astrea, Fierenze 1994 |
Mokeddem M. |
Storia di sogni e di assassini, Giunti, Firenze 1995 |
|
La memoria del corpo, Jouvence, Roma 1999 |
Mostaghanem A. |
La ragazza la balcone, Mondatori, Milano 1999 |
Sebbar L. |
Nedjema, Jaca Bokk, Milano 1996 |
Yacine K. |
La sottomissione, Argo, Lecce 2003 |
Zaoui A. |
Stazione di monta per donne, Argo, Lecce 2002 |
|
الجدول2
7- ونلاحظ في الجدول الثاني أن من بين الروايات الجزائرية الثمني والثلاثون التي ترجمت إلى الايطالية هناك اربع روايات فقط (تلك المكتوبة بخط بارز في الجدول الثاني) ترجمت مباشرة من اللغة العربية والباقي من الفرنسية. من بينهم رواية عمارة لخوص لا نأخذها في الحسبان لان مؤلفها شارك في عملية الترجمة غلى الايطالية وتكفل بكل مصاريف النشر والطباعة والتوزيع.
8- ولننظر ما حصة كل مؤلف في ذلك العدد فنجد ان ثلث هذا العدد أي ثماني روايات لآسيا جبار، وخمس لرشيد بوجدرة، واربع لياسمينة خضراء، روايتين لمليكة مقدم، روايتين لعروز بقاق وروايتين لأمين الزاوي. في مجموع نجد 23 رواية لستة مؤلفين. وهذا العدد يمثل نسبة 76% من مجموع الروايات الجزائرية التي ترجمت غلى الايطالية وصدرت في ايطاليا.
9- أما عن تواريخ اصدار هذه الترجمات فلو تمعنا لوجدنا أنها تنقسم غلى فترتين زمنتين اساسيتين: الفترة الاولى ترجع غلى غداة استقلال الجزائر (اي بين سنة 62 و1966). والفترة الثانية بدأت سنة 1992، ووصلت الى ذروتها سنة 1995. ونلاحظ ايضا أن 90% من الروايات التي صدرت في الفترة الثانية أصحابها اغلبهم من جيل الشباب، وهذا يدل على أن اختار الروائين أو الروايات لم يأخذ بعين الاعتبار فترة عمر لمن لا يعرف الساحة الادبية الجزائرية وكأنه قد حصل "فراغ أدبي" طوله 20 سنة تقريبا.
10- وعلى ضوء ما سبق فضولنا يدفعنا لطرح سؤالين اساسيين: اولهما لماذا سوق النشر في ايطاليا تفضل الترجمة من الفرنسية؟ ثانيهما لماذا اختيار مؤلفين شباب بالذات؟ ففيما يخص الترجمة من الفرنسية فان الفكرة التي يراد تبليغها هي أن المثقف الجزائري لا يتكلم ولا يكتب بالعربية، وبالتالي فان لغة الثقافة في الجزائر هي اللغة الفرنسية وليست اللغة العربية، وقد استنتجنا ذلك من خلال الملاحظتين التاليتين: الاولى ان معظم المؤلفات الجزائرية التي ترجمت غلى الايطالية صدرت بمبادرة ودعم من وزارة الثقافة أو وزارة الخارجية الفرنسيتين، ونحن نعتبر هذا الدعم نوع من الاستعمار الجديد. أما النقطة الثانية فتتمثل في ان العرض والتقديم الذي يسبق تلك الروايات كثيرا ما يتكلم عن مكانة اللغة الفرنسية في الجزائر وكأنها اللغة الطبيعية للجزائري وأنها لم تفرض بالقوة على الشعب الجزائري كما حصل مع اللغة العربية.
11- اما سبب اختيار المؤلفين الشباب نستطيع القول أن الاهتمام يقع على الصورة التي يقدمها أولائك الشباب عن الجزائر. فإن تركنا جانبا مؤلفين معروفين مثل آسيا جبار ورشيد بوجدرة، نجد أن معظم انتاج باقي المؤلفين له علاقة بظاهرة العنف والطرف الديني الذي اجتاح الساحة السياسية والاجتكاعية في الجزائر مؤخرا. وهذه المؤلفات تلقى دائما من يدعمها في وزارة الخارجية الفرنسية. وباختصار فإن الروية الجزائرية المترجمة غلى الايطالية تقدم وصفا لبلد - الجزائر- اين القتل والعنف يعتبران جزءا من الحياة اليومية، وحيث النساء يعشن في رضوخ واضطهاد وحيث لا يوجد متسع لجوانب أخرى من الحياة العادية. فليس هناك غلا "الكلام الدموي" والكبح الجنسي يملأ صفحات تلك الروايات المترجمة. وقد يكون لهذا الاختيار معنى لو رافقه نقد تحليلي يمكن من خلاله شرح ما يسميه رشيد مختاري ظاهرة "الامتصاصية" (vampirisation) وهذا النقص لا يقتصر على الرواية فحسب بل حتى جوانب ثانوية قد تفهم الدارس أو القارئ على السواء مثل المعلومات حول المؤلف التي ليس بالامر الهّين الحصول عليها.
12- وكمثال لما سبق شرحه حول عملية الاختيار نذكر الروائي ياسمينة خضراء الذي يترجم رواياته غلا النوع البوليسي وتلك الروايات التي تتمحور حول ظاهرة الارهاب في الجزائر. فسوق النشر الايطالية لا تهتم بتاتا بالانواع الاخرى من رواياته، مثل تلك الروايات التي يتحاور فيها مع نفسه ومع المجتمع حول عملية الكتابة ودور الكاتب. والسبب في اختيار يرجع للصورة المقدمة عن السلطة الحاكمة المتواطئة -السلطة الجزائرية - والوصف الذي يقدم عنها في الروايات البوليسية، ونرى كيف وبكل سهولة يتم تجاهل ونسيان امر مهم هو ان الرواية قبل كل شيء تعتمد أساسا على القدرة الخيالية للمؤلف. وبنفس السهولة تنقل احداث الخيال وتطبق على الواقع. ونذكر على سبيل المثال رواية عزيز شواكي - نجمة الجزائر (L'étoil d'Alger) التي صدرت مؤخرا حيث نقرا في الصفحات الاخيرة من الكتاب اين نقل جدول الكتب التي اصدرها نفس الناشر ونرى أن هذه الرواية ليست منقولة في قسم روايات أدب البحر المتوسط والعالم العربي واسرائيل كما كان منتظرا، بل نقلت في قسم الادب الافريقي وهذه الملاحظة ان دلت على شيء انما تدل على أن الرواية الجزائرية في نظر هؤلاء الناشرين يمكنها الانتماء غلى قسم من الاداب وبسهولة إلا للادب العربي. وفي هذا الاتجاهأيضا نعتقد أنه من الواجب الأخذ بعين الاعتبار ما أسميناه سابقا بـ "الفراغ الادبي" المقدر زمنيا بـ 20 سنة. وهذه الفترة ينتمي لها مؤلفين كبار امثال طاهر جعوط، طاهر وطار، بن هدوقة..الخ، وكذلك روايات آسيا جبار المكتوبة ما بين 1960 و1979. وباختصار فغن كتاب ما بعد الثورة - سواء الذين يكتبون بالعربية أو بالفرنسية - ويتخذون الثورة كمحوار لرواياتهم نرى انه يحيطهم نوع من التجاهل من طرف الناشر الايطالي والعذر الذي يلتمسوه دائما هو أن هؤلاء المؤلفين يمثلون السلطة الحاكمة، وبغض النظر عن هذا التصريح المبالغ فيه فإن هؤلاء الكتاب لهم مكانتهم الهامة وتجاوزهم يعني حرمان القارئ الايطالي عن الاطلاع على أعمالهم وفهم وأخذ فكرة شاملة عن واقع المجتمع الجزائري بشكل عام.
13- فيما يتعلق بموضوع الترجمة، هناك جانبين مختلفين الاول يخص الترجمة من العربية مباشرة والثاني يخص الترجمة من الفرنسية. في بداية هذا التحليل تكلمنا عن تمحور الاختيار حول "العنف المركزي" للترجمة، ويظهر ذلك جليا في الروايات المترجمة من الفرنسية. فالتكوين أو الانتماء الثقافي لهؤلاء المترجمين غالبا ما يكون بالثقافة الفرنسية، أوتجدهم من الدارسين لها أو للثقافة الفرنكوفونية المغاربية. وبالطبع فإن هؤلاء المترجمين يجيدون الفرنسية لكن في الغالب يجهلون الكثير عن الثقافة العربية عموما والثقافة الجزائرية على وجه الخصوص. ويترتب عن ذلك أخطاء شكلية مثل ترك حرف الجمع (s) بالنسبة للغة الفرنسية في الالفاظ العربية (مثلا عندما تضاف إلى كلمة حزب فتصبح حزبس أو غلى كلمة دوار فتصح دوارس الخ) وكذلك كتابة اسماء العلم حسب ما هو معمول به بالفرنسية، وهذا يدل من جهة على أن الثقافة الفرنسية من خلال لغتها تعتبر هي القالب الوحيد الذي يقتدي به في نقل الادب الجزائري ومن جهة أخرى كما سبق أن ذكرنا أنه ليس هناك مشروع مدروس يهتم بالموضوعية في اختيار الروائي أو نوع الرواية.
ونلاحظ أيضا أن أعمال المؤلف الواحد في الغالب لا يقوم بترجمتها نفس المترجم، وأن المترجم بغي وجهة نظره إزاء الادب الجزائري في صفحات تقديم ترجمته من رواية لأخرى، فعلى سبيل المثال نفس المترجمة دانيلا ماريني (وهي مترجمة بارعة) في صفحات تقديم ترجمتها التي صدرت في 1991 لرواية "Scali" للكاتب مولود معمرى، وتصرح اللغة الفرنسية كانت تعتبر اختيار اجباري في الجزائر اثناء الفترة التي كان يكتب فيها مولود معمري، ثم صرح عكس ذلك تمتما في تقديمها لترجمة مختارات "ورود مغاربية" سنة 2003 فنلاحظ هنا كيف أن الآراء السياسية إن تغيرت تغير وتأثر على آراء المترجم في تقويمة لادب مجتمع ما. وهناك أمر آخر يمس قضية الترجمة هو أننا لا نجد اسما مكتوبا بنفس الطريقة في جميع الروايات ونحن نعتبر هذا نكرانا لقيمة ثقافة ما. فمثلا عدم وجود تفاهم وتوافق بين المترجمين على كتابة كلمة الله يجعل القارئ المنتبه يأخذ فكرة ولو بسيطة عن الرواية الجزائرية بأنها رواية يشوبها الغموض من الناحية الشكلية. وإن حدث فعلا أن كتابا جزائريين لهم أهميتهم في الساحة الادبية قد اختاروا الكتابة بالفرنسية (يكون ذلك قد تم بارادة وبحرية ذاتية بعيدا عن ظروف تاريخية).
14- فالحقيقة أيضا أن الادب الجزائري الذي ينتمي غلى فترة ما بعد الاستعمار معظمه كتب بالعربية. والفكرة القائلة بان آداب شمال افريقيا قد كتبت بغير العربية فهذا غير صحيح. لأن المشكلة في راينا عكس ذلك، وتمكن في السياسة التي تخضع لها عملية الترجمة في أوروبا، وفي صلات الكاتب مع المؤسسات الدولية وبالأخص في الطريقة التي تعرض بها آداب شمال افريقيا على الساحة الأروبية عموما وفي سوق النشر الايطالية بوجه خاص.
وكما يؤكد الأستاذ بوشوشة فإن الرواية الجزائرية المعاصرة المكتوبة بالعربية تحتل الطليعة بين الآداب المغاربية المكتوبة بالعربية. ونرى أنه من واجب كل المعنين دعمها والتعريف بها سواء عن طريق اللغة الايطالية أو عن طريق اللغات الأخرى.
وللحد من المشاكل المتعلقة بالنشر بشكل عام، فقد يكون الحل مثلا خلق دار نشر تنتهج النوع الذي سياسة "المساواة والتضامن" عبر برنامج مدروس ومسطر، حيث تلتزم من خلاله في نظام نشرها بايلاء مهمة الترجمة إلى مترجمين محترفين يمتازون بالخبرة اللازمة والنزاهة والوعي بدورهم. ومن بين ما تقوم به أيضا دار نشر "المساواة والتضامن" هو احترام وتسديد حقوق المؤلفين بشكل يحترم مجهوداتهم ومكانتهم، والسهر على مهمة النشر والتعريف بالثقافة المعنية بالترجمة، أي الثقافة الجزائرية في هذه الحالة، سواء في اوساط الدارسين أو لدى القراء.
فيما يخص الدور المهم للترجمة والالتزام بنقل الافكار المطروحة في الرواية فنحن نعتقد ان التفاهم امر مهم بين المترجمين، خاصة عندما يتعلق الأمر بافكار ومفاهيم ومصطلحات ضرورية لفهم ما يميز الثقافة العربية عموما والجزائرية على وجه الخصوص.
وفي الأخير نستطيع أن نستنتج من خلال الجوانب التي سلط عليها الضوء، بأن الرواية الجزائرية رواية مكتملة البنية سواء من الناحية الشكلية أو من الناحية الموضوعية، لذلك نعتقد أنها رواية تستحق الدعم والتنويه.
-" The translation, ethnocentric violence". In L. Venuti 1999, The Translator's Invisibility: A History of Translation, London: Routledge.
- Les données sont tirées de: I. Camera D'Afflitto 2000, a cura di, La presenza arabo-islamica nell'editoria italiana, Roma: Istituto Poligrafico e Zecca dello Stato, pp. 131-144
- Les académiciens en Italie se sont peu interessés de la littérature algérienne contemporaine; on cite la revue Oriente Moderno, qui a dedié un numéro monographique àM "The arabic Literatures of the MaghrebM Tradition revised or response to Cultural Hegemony?, XVI, 2-3, 1997, qui contient quatre articles sur la littérature algérienne de langue arabe comme un de peux exemple. L'étude de la littérature algérienne c'est normalment une "affaire" des Département de Francophonie, qui naturellement s'occupent seulement de la littérature algérienne écrite en français.
- I. Camera D'Afflitto, "L'editoria italiana e la letteratura araba contemporanea" en La presenza arabo islamica nell'editoria italiana, Istituto Poligrafico e Zecca dello Stato, Roma 2000, p. 132.
- Ivi.
- Pour la réalisation de la présente recherche il nous a fallu six mois pour contrôler tous les titres et pour obtenir les livres que nous n'avions pas. Le problème c'est que souvent ces romans sont insérés dans des Collection ou on ne les chercherait pas, comme celles pour enfants ou qu'ils ont été publiés par des maisons d'éditions qui n'existent plus. Nous avons trouvé une aide dans les librairies d'Internet, en particulier celles qui vendent livres anciens (mais est-ce qu'on doit considérer un livre publié aux années 60 "ancien"?)
- Dés la date de rédaction du présent article (fin Octobre 2003) jusqu'à la version présent (juin 2004) on a publié trois autres traductions de romans algériens. mais rien n'a changé: elles sont du français et, pour les publier, on a ouvert une nouvelle maison d'édition, "epoche". qui est une joint-venture avec deux des principales maison d'éditions françaises. Le manque d'un projet résulte évident si on regarde les titres: Le cercles des représailles de Kateb Yacine, La grand maison de Mohamed Dib et le dernier roman de Rachid Boudjedra: Les funérailles.
- La présente liste à été mise à jour en Décembre 2003.
- En Italie il y a la tendance à considérer ces auteurs et leurs romans comme "littérature italienne en train de naître" seulement parce qu'elle est écrite en langue italienne, en oubliant que l'appartenance à une certaine langage. Nous soulignons aussi que, normalement, ces romans viennent presque toujours édités par un italien et que leur évaluation est presque toujours supérieure à la valeur réelle du roman.
- Voir R. Escarpit, Sociologie de la littérature, PUF, Paris 1992.
- Ce livre est inséré dans une Collection de livres pour enfants.
-On a inséré Azouz Begag dans cette liste même s'Il est algérien de deuxième génération (voir note9) parce qu'il est considéré comme tel par les algériens. Pour une liste complète d'auteurs algériens dans ce sens, voir www.dzlit.free.fr, le site de la littérature algérienne
- Voir, Rose del Maghreb, a cura di Daniela Marin, Edizioni eLo, Roma 2003, préface.
- Rachid Mokhtari, La graphie de l'horreue, Chihab editions, Alger 2002, pp. 27-31
- Comme par exemple l'écrivain (Juillard, Paris 2001) et L'Imposture des mots (Juillard, Paris 2002).
- Le roman avait été publié une première fois par Algérie Littérature Action mais a connu le succés seulement après sa nouvelle publication par une maison d'édition française. De là la version itlienne, La stelle di Algéri, Edizioni e/o, roma 2003.
-Nous pensons par exemple à Les alouettes naives, le premier roman de littérature arabe dans lequel on décrit une relation entre une homme et une femme.
- Mouloud Mammri, Scali, Ibis, Como-Pavi 1994, p. 10.
- Je nomme l'écrivain qui est considéré avoir renouvelé le roman algérien contemporain, Habib Sayah et Said Boutadjine, pour n'en citer que deux.
- Un projet dans ce sens est celui de la coopérative italienne Est servizi culturali